ابتدأت قناة “دوزيم” أو الثانية المغربية، بحماس أعمى، وبثقة في النفس زائدة عن الحد، وبقراءة خاطئة للواقع الاقتصادي والاجتماعي، وكأن الذين أسسوها هبطوا لتوهم من كوكب بعيد خارج مجرة درب اللبانة، ولو كانوا على الأقل داخل المجرة لتبينوا أن هذا المغرب المسكين، لم يكن مؤهلا ليكون ذا إشعاع دولي في أي شيء، فبالأحرى أن تكون له قناة دولية: “دوزيم إنترناسيونال” ، ناري على التمجهيد لعوج!
صحيح أنه كان بإمكان هذه القناة صاحبة الصنطيحة أن تكون إنترناسيونال، لو بدأت بثها بالمجان، فقد ثبت أنها كانت محبوبة ومشهورة في بلدان إفريقية كثيرة بعد خروجها من مرحلة التشفير، فماذا كانت نهاية هذا الطموح الطائش؟ خسائر فادحة تكبدتها شركة صورياد (ووراءها أونا) جعلتها “تطلب السلة بلا عنب” مما حدا بالدولة للتدخل لإنقاذ القناة وشرائها وتحويلها إلى المجال العمومي
لقد أساء جهابدة الماركيتينغ دراسة القدرة الشرائية للمغاربة، وراهنوا على 100000 مشترك في البداية، في انتظار اكتساح القناة للأسر المغربية، غير مدركين أن 180 درهما في الشهر كانت تمثل أكثر من عشرة في المئة من المدخول الشهري للسواد الأعظم من المغاربة(باحتساب أجور بداية 1989)، وأن ثورة القنوات الفضائية على الأبواب، وأن الطبقة الميسورة نفسها التي راهنت عليها القناة المشفرة لم تبد اهتماما كبيرا بها، بل إن بعض الأعيان اشتركوا في الباقة الفرنسية كانال بلوس بطرق ملتوية. ثم كان ما كان….